( يوميات بغل أفندي)
Human rights watch ……
George W Bush you're fired
ما
أن دخل التلاميذ إلى صفوفهم بعد الطابور الصباحي حتى علا صوت الصراخ والضرب في أحد
الصفوف ، ولم تمضِ إلا دقائق حتى نزل المعلم يجر ( عبدو ) جراً إلى مكتب المدير
الذي لم يكن قد جلس بعد على كرسيه ، فاقترب من المدرس وتلميذه وقال مستوضحاً :
-
يا صباح يا فتَّاح ، شو في على هالصبح ؟.
فعاد
المعلم يذيق عبدو أنواع ( الشلاليط ) من
جديد وهو يصرخ بصوت عالٍ :
-
الأخ صاير من جماعة حقوق الإنسان ، ناوي يعمل مظاهرات
ويسقط بوش .
فهب المدير
ليتناول عصاه الموضوعة فوق المكتب ما أن سمع كلمات المعلم ، ثم اقترب من عبدو وقال
موجهاً كلامه إلى المدرس :
-
كيف عرفت إنه بدو يسقط بوش ؟.
-
يا سيدي ، إقرأ المكتوب على " التي شيرت "
تعرف معنى كلامي .
نادى
المدير عبدو الذي عاد يرتجف من جديد ، و اقترب وهو يخفي عينيه وجبينه بكفه اتقاءً
لهجمة مباغتة من يد المدير الذي أخذ يتفحص الفانيلة التي يرتديها ، وقرأ بصوت عال
:
- Human rights watch …… George W Bush you're
fired
وما
أن وقع بصره على الجملة الأخيرة George
W. Bush You're Fired حتى قفز
كمن مسه طائف من الجن واخذ يضرب عبدو وهو يصرخ بصوت اهتزت له جنبات المدرسة :
-
بوش يا حريق الوالدين ؟ ما لقيت غير جورج بوش ؟. بدك
تخرب بيتي وبيت أبوك ، حقوق إنسان إيش هذي اللي بتقول عنها ؟ ، يا بغل هو أبوك
لاقي يشبعك خبز حتى تلتفت للحكي الفاضي ؟ .
وأخذ عبدو
يحاول اتقاء عصا المدير وهو يصرخ مستنجداً :
-
والله يا استاذ ما بعرف
إيش معنى المكتوب عليها ، واليوم أول يوم بلبسها ، والله ما بعرف شو معنى
المكتوب عليها .
وبعد
أن هدأت ثورة المدير طلب من عبدو المسكين الذي انهد من الضرب أن يذهب سريعاً
لينادي والده بالرغم من كل توسلاته بأن لا يتم إقحام والده في الأمر ، لكنه جوبه
بالرفض فأذعن عبدو في النهاية لأمر المدير وذهب لإحضار والده وهو يغالب الدموع
وأوجاع العصي .
دخل أبو
عبدو وهو يلهث مستفسراً عن سر دموع ولده وما جرى له ، فبادره المدير قائلاً :
-
ابنك يا أبو عبدو عامل فيها منتظر الزيدي ، فاكر نفسه
أبو زيد زمانه ، بدو يطرد بوش من البيت الأبيض ، مش متنازل حتى يتناول الكندرة زي
الزيدي ، بدو يجيب لنا التايهة من ورا
جماعة حقوق الإنسان تبعته .
هنا انقض
أبو عبدو كالنسر على عبدو الذي تكور من الرعب على نفسه ، واخذ الأب يصرخ :
-
هاي آخرتها يا ابن صبحة ، في أي سجن أدور عليك ، مالك
ومال العالم اللي فوق ، إحنا مالنا ، ولا بدك تنام في غوانتانامو كمان ؟.
أشفق
أحد المدرسين الذين جمعهم الصراخ المرتفع على ما أصاب عبدو ، فأمسك بأبي عبدو الذي
استمر في صراخه مبتعداً به عن الولد :
-
من وين جايب هاي البلوزة ، إحكي من وين ؟.
فأجابه
عبدو وهو يبكي :
-
مش أمي امبارح اشترتها من البالة اللي عند باب المخيم .
-
طيب ، حسابها عندي بعدين لما أرجع .
صرخ أبو عبدو .
ثم
انطلق عائداً إلى البيت ، ودخل مزمجراً ينادي على صبحة ، فأطلت من باب المطبخ مستغربة
عن سر كل هذا الصراخ .
-
ما لقيتي يا صبحة غير البلوزة اللي عليها بوش حتى
تلبسيها المحروس ابنك ؟ ما بيجي من وراكوا غير وجع الرأس ، ولا تكوني إنت كمان من
جماعة حقوق الإنسان وأنا مش عارف ؟.
-
يا رجل كلها فانيلة أم النص دينار ، أنا شو عرفني أنه
إلها علاقة ببوش ؟ شو عرفني إيش المكتوب
عليها ؟، كلمة انجليزية ما بعرف شو معناها ؟.
وأخذ
أبو عبدو يشرح لها من خلال الصراخ ما تعنيه الكلمة التي تهدف إلى زعزعة استقرار
العالم ، وإلحاق عار الانشقاق بعائلته وضمها إلى قائمة الإرهاب .
المسكينة
أم عبدو " غلب حمارها " وهي تحاول إيجاد العذر لنفسها دون أن يتنازلأبو
عبدو حتى أن يستمع لها ، فاتجهت إلى
"الصينية " الموضوعة في زاوية
(الحوش ) وحملتها واتجهت بها إلى الزاوية التي أنام فيها وأفرغت في سطل
طعامي بقايا قشر البطيخ وهي تقول :
-
تسمم أنت الثاني ، عاد لا بتعرف بوش ولا حقوق الإنسان
ولا الزيدي حتى .
وقذقتني بالصينية
وولت عائدة إلى المطبخ وهي تشتم بوش ، وتمتمت :
-
قطيعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق