حتى لا نصرخ " كأنك يا بوزيد ما غزيت "
ليس
من طبعنا التحريض وإثارة الأحقاد في النفوس ، ولكن النقد البناء الهادف ووضع اليد
على مواطن الخلل واجب يحتم على المخلصين الانتباه إليه لأنه السبيل لإصلاح ومعالجة
ما يقف حجر عثرة في وجه النهوض وبناء الدولة الحلم في وطننا العربي .
أسوق
هذه المقدمة وأنا أتأمل متحيراً ما أورده حمدي قنديل في برنامجه قلم رصاص من على
شاشة قناة التحرير المصرية يوم السبت الماضي 22/10/2011م حول تكاليف علاج وحراسة
وأمن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الأمر الذي يكفل له رفاهية عالية في سجنه ،
وكل هذا تدفعه الخزينة العامة في وقت تتعرض فيه مصر لأزمة مالية واقتصادية خانقة .
لماذا
تتكلف الخزينة خمسة آلاف جنيه يومياً لعلاج السلطان لمخلوع ؟. أم هل ما زال مولانا
رغم " الخلع "؟.
ولماذا
يدفع المواطن المصري المنهك أصلاً ما قيمته خمسة وعشرون ألفا جنية في اليوم لحراسة
وأمن مبارك ؟.
وأخرج
– يا حماك الله – من هذا تكاليف المصروفات الأخرى مثل المكالمات الدولية "
الرئاسية " وغيرها .
ألم
يكن هذا التسيب الذي جعل موارد الدولة تصب في غير مجراها واحداً من أسباب قيام
الثورة في مصر ؟.
ألم
يكن البحث عن الشفافية والمصداقية الحكومية بعض مطالب الثورة ؟.
فلماذا
هذا الإصرار على درب أخطاء النظام السابق ذاتها؟.
لماذا
لا يتم التعامل مع مبارك على أنه مواطن عادي أو لنقل أنه " رئيس سابق"
دون جعله مخلوقاً "سوبر" يحتاج رعاية خاصة ؟، مع العلم أن في بعض التهم
الموجهة إلى " حضرته " ما يحمل تهمة الخيانة والعمالة.
فلماذا
ما زال "البعض" يحمل كل هذا التبجيل لشخص الرئيس "المخلوع"؟.
أم
أن العسكر ما زالوا يحملون نحوه صفة الالتزام العسكري بالرغم من صفته المدنية ؟.
أليس في كل هذا ما
يحير أولي الألباب ؟!.
أليس من حقنا أن نخاف أي يصرخ لسان حالنا ذات حين قائلاً
: " كأنك يا بوزيد ما غزيت " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق