الاثنين، 7 أبريل 2014

تنازلاتي وعيد الحب

( يوميات بغل أفندي)
تنازلاتي وعيد الحب

منذ وجدت وأنا غارق في التنازلات ، بدءاً من نوعية العلف وانتهاءً بنوع الورق الذي أستخدمه في الكتابة .
وحكاية التنازلات بدأتها أمي الفرس يوم وضعتني في بيت ما ذات يوم حينما اختارت ركناً لتضعني فيه ، وهنا دخل على خط النزاع " حمار" جديد ، وأصر "الأخ" على اختيار الركن ذاته الذي أرادته أمي ، وبعد طول مفاوضات تركت أمي - ذات النوايا الحسنة - الركن ، واختارت مكاناً جديداً .
 ولما أصبحت بغلاً شاباً " يخزي العين " بدأ الصراع بين البغال حول من سيحمل "السكة" على رقبته ويحرث البستان كل منهم يريد إلقاء العمل على عاتق الآخر ، وهنا تنازلت "أنا" وتم " تلبيسي " المهمة .
حتى حقي الطبيعي في الرفس تنازلت عنه طواعية ، ولا أذكر أنني لجأت إليه ، ولم أردَّ يوماً على رفسة من رفسات البغال والحمير وما أكثرها .... هكذا أنا متنازل دوما .
حتى "بغلولة" الحلوة لم أستطع البوح لها بمكنونات قلبي ، فأرسلت لها ابن عمي ليكون الممهد لشعوري نحوها فما كان منه إلا أن "لطشها" لنفسه ، وهذا تعبير جميل في دنيانا نحن البغال يقصد به فعل السرقة ، وبكل بساطة تنازلت عنها بسهولة ، أستاذ أنا فن التنازل .
والتنازل إن لم يكن طواعية فسيأتي رغماً عنك ، مثلما اضطررت للتضحية بنوع الورق الذي أكتب به يومياتي بسبب أزمة ارتفاع الأسعار الحالي.
اليوم الوحيد الذي لم أتنازل فيه عن نفسي كانت عندما عرض علي صديقي "حمور" الهروب معه من غزة عبر الأنفاق خوفاً القنابل العنقودية لكنني رفضت هذا الهروب المذل الذي يخدش "رجولتي" .
وها أنا ذا وبينما العالم يحتفل بعيد الحب أنعم بتناول الورد الأحمر – وما حلمت يوماً أن يهديه إلي أحد – علفاً بعدما نفد العلف ولم نجد سوى الورد لنأكله في غزة .
                                أممم كم هي لذيذة ضريبة الثبات على الموقف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق