الاثنين، 7 أبريل 2014

حردان

( يوميات بغل أفندي)

حردان


الحكاية تتلخص في كلمتين (بغل متقاعد) وهذا دأب الدنيا ، أقصد دنيانا معشر البغال .
أحالني " صاحبي" منذ شهور على التقاعد ، بعد أن أفنيت عمري في جر عربته التي جار عليها الزمن ، وصاحبي أقصد "مالكي" يعمل موزعاً لاسطوانات الغاز ، وكم قطعت الطرقات وإياه على "الحلوة والمرة " حتى عمل أخيراً "بأصله" وتخلى عني بعدما اشترى سيارة "ديانا " خضراء اللون ترقص في الطرقات ، بدلاً من سيري على مهل ، مانحاً لي لقب "أفندي" بقوله : آن الأوان كي تستريح أيها الأفندي .
صحيح أنني حزنت لتخليه عني بعد طول العشرة لكنني فرح جداً بلقب "الأفندية" وأعتبره وسام التقدير لخدماتي .
منذ تلك اللحظة قررت ولوج معترك الفكر والسياسة بثقلي النضالي وخبرتي الطويلة في السير في الدروب ، وقربي من نبض الشارع ، لمَ لا وأنا " الأفندي" ؟.
ومن أجل مشروعي العظيم هذا قررت دخول عالم الإنترنت بما أني بغل معاصر ، فأنشأت مدونتي هذه لإيصال فكري لجماهيري .
ومنذ الآن يا جماهيري أعلن أنني "حردان" على دنيا البغال من حولي ، بعدما لوثتهم دهاليز السياسة البشرية بعفنها وأفقدتهم " عذرية " الفكر البغلاني الأصيل .
نعم أنا "حردان" من المحيط إلى الخليج بعدما أغلقت كل المعابر بدءاً من معبر الكلمة والحرية وانتهاءً بمعبر رفح .
"حردان" على صديقي "البغل" الذي قصفته طائرات الـ ف 16 في غزة مدعية أنه يجر عربة تحمل الصواريخ ، وتبين أنها مجرد اسطوانات أوكسجين للحام ، فراح صديقي ضحية أقمارهم العمياء .
"حردان" حزناً على أردوغان الذي يصارع وحده في دهاليز السياسة والخداع .
"حردان" حزناً على الديك المدجن الذي حار أمام مغادرة أروغان وأذعن لإشارة بان كي مون مكتفياً بالفرجة .
"حردان" على سيرة أبي الحمار الذي شوهوا اسمه بالشتائم ، ثم تبين أن الجميع هنا حمير ."حردان"  على خالتي الفرس التي ماتت وهي تنتظر الفارس " غودو" ليمتطي ظهرها دون أن يأتي .
قد لا يصل الأمر حد الامتناع عن تناول العلف لكني حردان ......
         حردان .....................حردان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق