( يوميات بغل أفندي)
حردان
الحكاية تتلخص
في كلمتين (بغل متقاعد) وهذا دأب الدنيا ، أقصد دنيانا معشر البغال .
أحالني "
صاحبي" منذ شهور على التقاعد ، بعد أن أفنيت عمري في جر عربته التي جار عليها
الزمن ، وصاحبي أقصد "مالكي" يعمل موزعاً لاسطوانات الغاز ، وكم قطعت
الطرقات وإياه على "الحلوة والمرة " حتى عمل أخيراً "بأصله" وتخلى
عني بعدما اشترى سيارة "ديانا " خضراء اللون ترقص في الطرقات ، بدلاً من
سيري على مهل ، مانحاً لي لقب "أفندي" بقوله : آن الأوان كي تستريح أيها
الأفندي .
صحيح أنني
حزنت لتخليه عني بعد طول العشرة لكنني فرح جداً بلقب "الأفندية" وأعتبره
وسام التقدير لخدماتي .
منذ تلك
اللحظة قررت ولوج معترك الفكر والسياسة بثقلي النضالي وخبرتي الطويلة في السير في
الدروب ، وقربي من نبض الشارع ، لمَ لا وأنا " الأفندي" ؟.
ومن أجل
مشروعي العظيم هذا قررت دخول عالم الإنترنت بما أني بغل معاصر ، فأنشأت مدونتي هذه
لإيصال فكري لجماهيري .
ومنذ الآن يا
جماهيري أعلن أنني "حردان" على دنيا البغال من حولي ، بعدما لوثتهم
دهاليز السياسة البشرية بعفنها وأفقدتهم " عذرية " الفكر البغلاني
الأصيل .
نعم أنا
"حردان" من المحيط إلى الخليج بعدما أغلقت كل المعابر بدءاً من معبر
الكلمة والحرية وانتهاءً بمعبر رفح .
"حردان"
على صديقي "البغل" الذي قصفته طائرات الـ ف 16 في غزة مدعية أنه يجر
عربة تحمل الصواريخ ، وتبين أنها مجرد اسطوانات أوكسجين للحام ، فراح صديقي ضحية
أقمارهم العمياء .
"حردان"
حزناً على أردوغان الذي يصارع وحده في دهاليز السياسة والخداع .
"حردان"
حزناً على الديك المدجن الذي حار أمام مغادرة أروغان وأذعن لإشارة بان كي مون
مكتفياً بالفرجة .
"حردان"
على سيرة أبي الحمار الذي شوهوا اسمه بالشتائم ، ثم تبين أن الجميع هنا حمير
."حردان" على خالتي الفرس التي
ماتت وهي تنتظر الفارس " غودو" ليمتطي ظهرها دون أن يأتي .
قد لا يصل
الأمر حد الامتناع عن تناول العلف لكني حردان ......
حردان
.....................حردان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق