في المشهد الكربلائي
لا يكاد يحل موسم عاشوراء
السنوي إلا وتنهال الأسئلة على ذهنك تحاول الإجابة عن الأهداف المعلنة وغير
المعلنة لهذه الاحتفالات الدموية (السادية )التي تحول شعائر المناسبة إلى مشهد آخر
يخرج بك عن المعنى الحقيقي لها ليتحول إلى رغبة عارمة بالثارات وسفك الدماء مجددا
.
ربما خاض الكثيرون في
النواحي السلبية لهذه الشعائر كترسيخ الصورة السلبية عن المسلمين والربط بينهم
وبين الرغبة في سفك الدماء ، وإثارة الخلافات المذهبية وغيرها .
لكن الميزة الأبرز لهذه
الاحتفالات المبالغ فيها خاصة مع الانتشار المكثف للقنوات التي تعني وتحتفل أيما
احتفال بالمشهد الكربلائي هي مدى الحقد الذي تحاول زرعه في نفوس التابعين الذين
يصدقون بوعي أو بغير وعي - والأخيرة أعم- تجاه "الآخر" المسلم الذي يسمى
عند علمائهم بالناصبي الذي ناصب آل البيت الأطهار العداء وهذا ما يستوجب إحياء مشروع
الثأر لهم في النفوس الموالية .
ولقد أصبحنا في السنوات
الأخيرة نشاهد تلك الشارات التي يرتديها حتى الأطفال والصبية مكتوب عليها (يا
حسين) ، ونسمع الجملة نفسها على شكل هتاف هستيري يستحث الجماهير المغيبة .
بل لقد تعدى أمر إدخال
مثل هذه الهتافات والنداءات الثأرية
الاحتفالات بمناسبات آل البيت المختلفة ولادة ووفاة أو مقتلاً إلى
المناسبات الأخرى ، مثل الاحتفال الذي جرى خلال صيف هذا العام في إيران في ذكرى
الحرب العراقية الإيرانية حيث رأينا عشرات الصبية الذين يرتدون شعار (يا حسين ) ،
فما علاقة سيدنا الحسين بالحرب العراقية الإيرانية ؟.
لست أدري هل هو تحريض
ضدنا نحن – غير الشيعة - أم زرع الحقد في
نفوس العامة تجاه المسلمين المخالفين لهم في المذهب .
معاوية ويزيد والدولة
الأموية ثم العباسية مسميات أصبحت من التاريخ لم تكن لنا يد في تثبيت حكمهم أو
إزالتهم ، أم أنها إشارة إلى أننا أحفاد الأمويين والعباسيين ، فاحذروهم ؟.
ترى أي ثأر هو المطلوب ؟
، ومن هم ضحاياه ؟، هل سيجري على الطريقة العراقية مع بدايات الحكم الطائفي أم
سيكون إبادة من نوع آخر .
كلنا من أنصار آل البيت
الأطهار صلى الله عليهم ، ولم أكن يوما من مثيري الفتنة المذهبية حتى مع غير
المسلمين لأننا نرى في أنفسنا حملة رسالة توجه العلمين إلى التآلف واحترام الإنسان
أياً كان ، ولكن ما نراه في القنوات سالفة الذكر يستدعي هذه التساؤلات في ظل ما
يحيط بنا من متغيرات ولكي لا يكون الشيعي " آخر " بل جــزءً من "
نحن " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق