الاثنين، 7 أبريل 2014

"بسطار أمريكاني"


( يوميات بغل أفندي)
"بسطار أمريكاني"
صداقة غريبة هذه التي تربطني بسياط السادة ، صداقة "لدودة" اعتدت عليها منذ أيام الطفولة ، لدرجة أن " جلدي" يحكني إذا ابتعدت عن لسعها، فيقتلني الحنين والشوق لسماع " حسيسها " .
وحالي مع سياط السادة حال عجيبة ، إذ لم ألتفت يوما باتجاه ما إلا وجدت لسع سوط ما بشكل ما يوجع بقعة ما من بدني .
سيدي أبو عبدو يصب جام غضبه وحنقه على الدنيا فوقي ، فماأن يصعد العربة التي أجرها حتى تأخذ ذراعه بالارتفاع والهبوط موجهة معها لهيب السياط نحو ظهري وجنبي فأضطر تحت لهيبه إلى زيادة سرعتي وجريي محاولاً الفكاك من ويلات "دغدغتها"، لكن هيهات .
وسياط أبو عبدو ليست سياط الحث على المسير ، لكنها سياط السخط على ظروفه وأحواله ، تصاحبها الشتائم الجو-جو ، والجو- أرض ، والأرض –جو ... وهات عد .
حالي مع أم عبدو ليس بأفضل من حالي مع بعلها ، فما أن يقترب الليل حتى أحاول إيجاد الخلاص من تعب النهار بالانزواء في ركني في حوش الدار ، وهنا تقترب مني أم عبدو لتضع العلف لي ، فأحاول أن أتمسح بها برأسي بحثاً عن لطف السيدات ، فتصرخ مزمجرة : فاقد حنانك يا خوي ؟ ، وتدفعني بذات السوط أيضاً " ممسية "  على بدني تحية المساء .
ويحاول "سيدي الصغير" عبدو الاقتراب وامتطاء ظهري ليسلي نفسه ، فأنتشي محاولاً عقد صداقة معه ومساعدته على "امتطائي" ، لكن " الأمير الصغير " يخفق في محاولة الامتطاء ، فيلعن " أبو سلسفيل أهلي" ويتجه للسوط المعلق على الجدار و ... أنتم تعرفون البقية .
صداقة غريبة هذه تشبه – بعيد عنكم – تلك الصداقة الغريبة التي تربط "عربان" اليوم بالإدارات المتعاقبة في دوائر الحكم في العالم الغربي .
فما أن يحاول العرب تذوق عسل المحافظين حتى يفاجئوا بسياطهم المغرورة ترد أطماع الود وتخيب آمالهم ، فتدغدغ أحلامهم صناديق الاقتراع " بأخوة " يعقدونها مع حزب العمال "المناضل" فإذا به "هاي داني وهاي داني" فيهتز السوط من جديد و لكن بلكنة عمالية .
لكن اليأس وعدالة الصندوق الديمقراطي لا يجتمعان فيلجأون إليها فتخرج لهم الجمهوريين ، فإذا بهم – يا حبيبي – كاوبوي لا تفارقهم السياط ، حتى إذا ما جاء الديمقراطيون فرقعت السياط "حناناً" من لدنهم ، فإذا بتاتشر هي بلير ، وإذا كلينتون وجه آخر لعملة وجهها الأول بوش .
تقودني حكاية العرب مع هذه الإدارات إلى حكاية " أبو عبدو " مع السائح الأمريكي الذي ما أن أخذ مكانه قاعداً حتى أخذ أبو عبدو يصوب نظره نحو حذاء السائح ويحدق فيه بحيرة ، فاستغرب السائح وقال :
-         what is up?
-         غريب ؟
-         شو هو ؟
-         أنا شايف بسطارك صغير مع أنو لازم يكون كبير كبير .
-         Why?
-         علشان علاقة الأمريكان مع العرب علاقة " دعس " بالبسطار علشان هيك لازم يكون بسطارهم كبير .
فأجاب الأمريكي ضاحكاً بعربية مكسرة شوهاء :
-         لا ، لا ، لا، علاقتنا مع عرب علاقة منيحة علاقة " هُب " .. فرندز .
ومط الكلمة الأخيرة ماطاً شفتيه معها بشكل مضحك .
وهنا قال أبو عبدو :
-         No,  no,  no ، علاقتنا معكم علاقة بسطار: "دعس" ،"دعس"، "دعس"
وضغط أرضية العربة بقدمه بقوة حينما نطق كلمته تلك.
التوقيع

     بغل أفندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق