الاثنين، 7 أبريل 2014

حتى لا نظل بلا بواكي

حتى لا نظل بلا بواكي

منذ أن بزغ ربيع العرب الجميل قبل خمسة شهور فتغير كل شيء في هذا العالم بدءاً بنداءات أطفالنا وقاموسهم اللغوي البريء وانتهاء بأدوات اللعبة الإعلامية وخطابها بدأت الهجمة الشرسة المضادة من قبل الأنظمة البائدة أو المرشحة للإندثار ومن سار في ركبها بكيل الاتهامات لبعض القنوات الاخبارية بقيادة عمليات "التحريض " وتوجيه بوصلة التغيير للثوار الجدد من اجل هدم هذه الأنظمة .
وتناولت الاتهامات كذلك ما أسمته بـ "الأجندة " السرية التي تقودها أمريكا وجعلت من بعض قناة الجزيرة مركزاً للتوجيه والتحريض .
لسنا بصدد مناقشة مصداقية هذه الاتهامات وصحتها ، لكن السؤال المشروع الذي يلح عليَّ منذ بداية المشروع النهضوي الجديد هو :
ما الضير في أن يكون الإعلام رأس الحربة في أيقاظ الشعوب وشحذ الهمم وتوجيه الشعوب نحو الانبعاث من الغفلة ؟.
أليس من حقنا - نحن الشعوب - أن تكون لنا قناة تعبر عن طموحنا المشروع ، قناة تتحسس نبض الناس وتتفاعل مع أمانيهم ؟.
من منا – نحن أفراد هذه الأمة المنكوبة بإعلامها- لم يملًَّ الخطاب المضلل لقنوات البث الرسمي ، قنوات الأنظمة التي مارست على عقولنا كل أنواع الخداع والتضليل والتهميش وغسيل الأدمغة طوال دهر الخيبة العربية الذي طال ؟.
من منا لم يصل حدَّ التقزز من أقلام التقديس والتأليه واحتكار الحقيقة المفروضة على أسماعنا وأبصارنا حتى وإن خالفت ضميره ومنطق الأمور ؟.
قل لي بربك كم مرة هممت بقلب جهاز التلفزيون رأساً على عقب وحطمته عند موعد نشرة الأخبار في تلفاز مولانا السلطان ؟.
وكم مرة رغبت بمغادرة البيت كي تلتقط أنفاسك قليلاً حين تأخذ الآلة الإعلامية شبيهة العجوز الخرفة بالتفنن في إبراز مفاتن أولي الأمر ، وصفاتهم الإعجازية التي جعلت منهم أنصاف آلهة بل شبه آلهة .
كم مرة أسندت رأسك إلى الجدار تحلم بالوصول إلى قنوات بعيدة عنا فقط من أجل البحث عن مصداقية ؟.
لكن السؤال الحقيقي هو : لماذا لا يوجد إعلام عربي يواكب تطلعات الأمة ، وينتصر لها، ويحمل أمانيها؟.
ميزة الجزيرة أنها ضبطت إيقاعها على نبض الشعوب، وضمير الحلم العربي ، الذي طالما حلم بأب حقيقي عربي الهوى بالرغم من فحولة الفيس بوك .

هذا ما رأيناه في الجزيرة متطلعين أن تكمل مسيرة الانزياح بعيداً عن طريق النكبات .حتى لا نظل بلا بواكي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق