الاثنين، 7 أبريل 2014

Human rights watch …… George W Bush you're fired


( يوميات بغل أفندي)
Human rights watch ……
George W Bush you're fired


ما أن دخل التلاميذ إلى صفوفهم بعد الطابور الصباحي حتى علا صوت الصراخ والضرب في أحد الصفوف ، ولم تمضِ إلا دقائق حتى نزل المعلم يجر ( عبدو ) جراً إلى مكتب المدير الذي لم يكن قد جلس بعد على كرسيه ، فاقترب من المدرس وتلميذه وقال مستوضحاً :
-         يا صباح يا فتَّاح ، شو في على هالصبح ؟.
فعاد المعلم يذيق عبدو أنواع  ( الشلاليط ) من جديد وهو يصرخ بصوت عالٍ :
-         الأخ صاير من جماعة حقوق الإنسان ، ناوي يعمل مظاهرات ويسقط بوش .
فهب المدير ليتناول عصاه الموضوعة فوق المكتب ما أن سمع كلمات المعلم ، ثم اقترب من عبدو وقال موجهاً كلامه إلى المدرس :
-         كيف عرفت إنه بدو يسقط بوش ؟.
-         يا سيدي ، إقرأ المكتوب على " التي شيرت " تعرف معنى كلامي .

نادى المدير عبدو الذي عاد يرتجف من جديد ، و اقترب وهو يخفي عينيه وجبينه بكفه اتقاءً لهجمة مباغتة من يد المدير الذي أخذ يتفحص الفانيلة التي يرتديها ، وقرأ بصوت عال :
- Human rights watch …… George W Bush you're fired

وما أن وقع بصره على الجملة الأخيرة George W. Bush You're Fired  حتى قفز كمن مسه طائف من الجن واخذ يضرب عبدو وهو يصرخ بصوت اهتزت له جنبات المدرسة :
-    بوش يا حريق الوالدين ؟ ما لقيت غير جورج بوش ؟. بدك تخرب بيتي وبيت أبوك ، حقوق إنسان إيش هذي اللي بتقول عنها ؟ ، يا بغل هو أبوك لاقي يشبعك خبز حتى تلتفت للحكي الفاضي ؟ .
وأخذ عبدو يحاول اتقاء عصا المدير وهو يصرخ مستنجداً :
-         والله يا استاذ ما بعرف  إيش معنى المكتوب عليها ، واليوم أول يوم بلبسها ، والله ما بعرف شو معنى المكتوب عليها .

وبعد أن هدأت ثورة المدير طلب من عبدو المسكين الذي انهد من الضرب أن يذهب سريعاً لينادي والده بالرغم من كل توسلاته بأن لا يتم إقحام والده في الأمر ، لكنه جوبه بالرفض فأذعن عبدو في النهاية لأمر المدير وذهب لإحضار والده وهو يغالب الدموع وأوجاع العصي .

دخل أبو عبدو وهو يلهث مستفسراً عن سر دموع ولده وما جرى له ، فبادره المدير قائلاً :
-    ابنك يا أبو عبدو عامل فيها منتظر الزيدي ، فاكر نفسه أبو زيد زمانه ، بدو يطرد بوش من البيت الأبيض ، مش متنازل حتى يتناول الكندرة زي الزيدي ، بدو يجيب لنا التايهة  من ورا جماعة حقوق الإنسان تبعته .
هنا انقض أبو عبدو كالنسر على عبدو الذي تكور من الرعب على نفسه ، واخذ الأب يصرخ :
-    هاي آخرتها يا ابن صبحة ، في أي سجن أدور عليك ، مالك ومال العالم اللي فوق ، إحنا مالنا ، ولا بدك تنام في غوانتانامو كمان ؟.
أشفق أحد المدرسين الذين جمعهم الصراخ المرتفع على ما أصاب عبدو ، فأمسك بأبي عبدو الذي استمر في صراخه مبتعداً به عن الولد :
-         من وين جايب هاي البلوزة ، إحكي من وين ؟.
فأجابه عبدو وهو يبكي :
-         مش أمي امبارح اشترتها من البالة اللي عند باب المخيم .
-         طيب ، حسابها عندي بعدين لما أرجع .
صرخ أبو عبدو .
ثم انطلق عائداً إلى البيت ، ودخل مزمجراً ينادي على صبحة ، فأطلت من باب المطبخ مستغربة عن سر كل هذا الصراخ .
-    ما لقيتي يا صبحة غير البلوزة اللي عليها بوش حتى تلبسيها المحروس ابنك ؟ ما بيجي من وراكوا غير وجع الرأس ، ولا تكوني إنت كمان من جماعة حقوق الإنسان وأنا مش عارف ؟.
-    يا رجل كلها فانيلة أم النص دينار ، أنا شو عرفني أنه إلها علاقة ببوش ؟  شو عرفني إيش المكتوب عليها ؟، كلمة انجليزية ما بعرف شو معناها ؟.

وأخذ أبو عبدو يشرح لها من خلال الصراخ ما تعنيه الكلمة التي تهدف إلى زعزعة استقرار العالم ، وإلحاق عار الانشقاق بعائلته وضمها إلى قائمة الإرهاب .

المسكينة أم عبدو " غلب حمارها " وهي تحاول إيجاد العذر لنفسها دون أن يتنازلأبو عبدو  حتى أن يستمع لها ، فاتجهت إلى "الصينية " الموضوعة في زاوية  (الحوش ) وحملتها واتجهت بها إلى الزاوية التي أنام فيها وأفرغت في سطل طعامي بقايا قشر البطيخ وهي تقول :
-         تسمم أنت الثاني ، عاد لا بتعرف بوش ولا حقوق الإنسان ولا الزيدي حتى .
وقذقتني بالصينية وولت عائدة إلى المطبخ وهي تشتم بوش ، وتمتمت :

-         قطيعة .





إرهاب أزرق


( يوميات بغل أفندي)
إرهاب أزرق

يا حلولو .... دخلنا مرحلة الإرهاب الأزرق ، وهذا يشكل أحدث ولادات المصطلحات التي سوف تتصدر خارطة المصطلحات السيا-إعلامية ، التي سوف تتحفنا بها وسائل الضخ الإعلامي ،سوف تحدث أهم تغيير في قاموس الآلة الإعلامية منذ ولادة مصطلح الحرب على الإرهاب "بحسب تحليلي البغلوجي" .
والإرهاب الأزرق وصف جديد تنعت به عمليات القرصنة الجديدة في عالم البحار فيما حول الصومال ، مما يمهد لتحالف ثنائي جديد يمهد لدخول منظومة الألوان إلى القاموس آنف الذكر واضعة خدماتها تحت تصرف السيد "إرهاب".
يا عيني ... منذ هذه اللحظة سوف نرى السيد "إرهاب " مرتدياً "أطقماً وبدلات " بشتى الألوان بحسب أصله وفصله ومنشأه في كل ظهور إعلامي له .
فالسيد المبجل إن صدر من عصابات شتيرن والهاجاناه ، أو من جيش استعماري أو صهيوني فهو إرهاب " أبيض "  وهذه أدنى درجات الإرهاب ، وهو بهذا يخرج من تعريف الإرهاب إلى مصطلح الدفاع عن النفس ، فليس كل إرهاب إرهاباً .
أما الإرهاب الأزرق فهو الصادر عن الفتيان الذين جردتهم عنجهية ما بعد ( العالم الجديد ) أحادي القطبية من كل شيء حتى من وطنهم فتقرصنوا " كالجن الأزرق في وضح النهار "على عالم لم يعترف يوماً سوى بالقراصنة ، وهو – أي المصطلح – سوف ينسحب منذ الآن على كل عمليات القرصنة في البحار ، باستثناء قرصنة العم سام ومن والاه .
الإرهاب الأسود : هو كل ما يصدر عن "القاعدة" وتفريعاتها ، واستمد لونه من غبار البرجين المنهارين .
الإرهاب الأحمر: مصطلح يطلق على ما يصدر من حركات التحرر الوطني المختلفة في المناطق البرية، حماس مثلاُ.
الإرهاب السماوي : هو الإرهاب الذي تكون ساحاته الأجواء والسماوات ، مع ملاحظة أن وصف " سماوي "يطلق عند العامة على الأزرق الفاتح نسبة إلى السماء .
ملاحظة : عمليات الناتو وتحليق الطيران الإسرائيلي ليست إرهاباً حتى لو ضربت في عمق السودان .
الإرهاب الوردي : وهذا أجمل أنواع الإرهاب ، فتوقع أن يتم اغتيالك في تفجير انتحاري ، على يد  " حسناء " اختارت التضحية بحياتها لتقتلك ، فالإرهاب الوردي : كل فعل إرهابي يكون للجنس الناعم ضلع فيه توجيهاً أوتخطيطاً أو تنفيذاً ، ويا عيني عليك حين تقتلك المرأة.
الإرهاب الأصفر: نسبة إلى " الكتكوت " وهو وصف تستحقه الكتابات الهدامة، مثل أشعار أحمد مطر و إيمان بكري وكلمات حمدي قنديل وطبعاً كتاباتي أنا الموقع أدناه ، ولمن يعلم فإن " الكتكوت " قصيدة مشاغبة للشاعرة إيمان بكري .
الإرهاب الرمادي: آه... ها قد جئنا للجد، وهذا يا حبيبي مختص بعملياتنا نحن البغال في كل مكان وكل زمان، واترك لخيالك العنان في تصور ما هي عملياتنا نحن معاشر البغال.
أما آخر أنواع الإرهاب فهو الإرهاب البني، نسبة إلى لون الكباب، وهذا النوع أرقى أنواع الإرهاب وأفيدها لأنه يقودك لإشباع نهمك من الكباب وما سواه، والجهات التي تقوم به تعد على أصابع الكف الواحدة، وفهمكم كفاية.



أعترف بأني بغل


( يوميات بغل أفندي)
أعترف بأني بغل

نعم ، أنا كذلك ، فمنذ مطلع حياتي وأنا أشعر في قرارة نفسي بأني أهون شأنا من الطبقات الاجتماعية الأخرى ، فلهثت أسعى لاكتساب حقوق "المواطنة " كي اموت – إن حصلت عليها – وأنا قرير العين ، هانئ البال بأداء الرسالة التي سوف أسلمها لأجيال البغال من بعدي .
ولكم سعيت أن أدخل عالم الفهم والتحليل لأكون "البغل الأول " بامتياز الذي يفهم هذا العالم من حوله ، "البغل الأول " الذي يستطيع قراءة الخارطة ويقول بغرور واضعاً حافره عليها :" هذا هو عالمنا ".
ولكم شغفت وأن أسترق النظر من شبّاك دار " أبو العبد " إلى شاشة التلفزيون " أبو 14 بوصة " بعالم الصور التي تتحرك في نشرات الأخبار و أسهر  الليالي مقلباً تلك الصور في دماغي لأتدرب على فهمها وقراءتها كي أخرج أفنديا في نهاية المطاف .
ولكم شعرت بالحزن كصديقنا جورج غالاوي وأن أرى الظلم الذي يحيق بالعرب في كل مكان فأتمزق وأنا أشتم شلة الأنس الاستعمارية ومن والاها.
وكم وكم وكم لكنني الآن بعد كل هذه الألوان الزاهية لأحلامي الجميلة أعترف أنه عالم عربي عصي على الفهم ، وأن من يحاول فهم أحواله الغرائبية أحد شخصين : عبقري فوق المستوى الموجود مآله للجنون ، أو غبي لن يرتفع فوق مستوى غبائه .
فكم سوف يستغرقني من الوقت والحبر وأنا أحاول فهم قائد شعب يحاول منع إدانة عدوه وتجريمه رغم أن عدوه ارتوى من دماء شعبه .
وكم ستحيرني كاثوليكية من هو أشد كاثوليكية من البابا نفسه ، وإخلاصه في حراسة معبر رفح نيابة عن "العصابات " على الحدود الشمالية ، بل ومنع وصول الدواء والغذاء للمحجوزين داخل البوابة الجدار .
كيف سأحلل غبطة " أم الدنيا " وشرطتها تتباهى  أنها أمسكت مواطناً غزياً يهرب علبة دهان أو علبة سردين من أجل أطفاله ، وكيف سأبرر غرس جدار الفولاذ مسافة ثلاثين متراً تحت الأرض حتى لا يبقى أمل "لأخوة " غزة في الحياة ، كأنهم هم العدو لا إسرائيل .
وكيف سيرتفع عقلي إلى مستوى فهم منع قافلة مساعدات " لا أسلحة " يقودها أناس كل ما يربطهم بنا " الإنسانية " من الوصول إلى غزة والتفنن في وضع العقبات أمامها وإرهاق مادياً وجسدياً .
ألم أقل لكم إنه عالم عصي على الفهم ؟، من أجل ذلك أعلن عن تنازلي عن حلمي في الفهم مكتفياً بمتعة أن أظل بغلاً .


إقليم بغلوستان


( يوميات بغل أفندي)
إقليم بغلوستان

الموضة السائدة في السنوات الأخيرة في أقاليمنا العربية والإسلامية (الشرق الأوسط تداولاً) موضة انشقاق الأقاليم عن البلد الأم بحجة أنه يتكون من طائفة تختلف عرقياً أو دينياً عن بقية سكانه .

فكل يوم يخرج إقليم أو بقعة من الأرض تعلن أن لها حق الانفصال والعيش باستقلالية وتقرير المصير بعيداً عن البقعة التي ينتمي إليها جغرافيا ، وهنا تجد " العم سام" يهب لنجدتها ويدعمها بكل ما أوتي من إيمان بحقوق الإنسان التي يتخذها شعاراً تنطوي تحته كل النوايا التي يمكن لك أن تتصورها ، فمرة إقليم كردستان وأخرى الجنوب الانفصالي في السودان الذي تدعمه أمريكا بمليار دولار سنوياً في سبيل الانفصال الذي سيشق قلب السودان ، ثم إقليم دارفور ، ومن قبله تيمور الشرقية ، وجماعة البوليساريو في المغرب ، ويا عالم من سيخرج مستقبلاً ليمزق الجغرافيا بدعم قوة دولية ما .
والله يا أخي أعجبتني الفكرة ، وفكرت ملياً بالفلوس والغنى والترف ومنصب الرئاسة الذي سيرفعني إلى فوق .... فوق ، وجاءت الفكرة سريعاًُ ، فنحن معشر البغال عددنا كبير جداً ، ونشكل نسبة لا يستهان بها من السكان ، ولنا من الصفات ما يجعل منا أمة عرقية تمتلك المقومات الثقافية والسمات اللغوية المميزة ، بالإضافة إلى تاريخ من الظلم والحرث والاستعباد والقهر الذي مارسه علينا الآدميون ، فلماذا لا نطالب بالانفصال ، وتشكيل إقليم منفصل وفقاً لمواثيق وعهود الأمم المتحدة .
وسهرت طوال الليل وأنا اكتب الخطوط العريضة لحركتي الانفصالية ، والمبادئ التي تكسبني حق الانفصال والاستقلال ، وفور أن طلع الصباح توجهت إلى مقهى الإنترنت ، وأنشأت موقعاً على الـ(facebook) بدأت من خلاله بنشر فكري الإنفصالي بشأن إقليمي الذي أصبح اسمه (إقليم بغلوستان) .
وسرعان ما انهالت علي الرسائل المؤازرة من جهات دولية (مرموقة) - مع إصراري على إحاطتها بقوسين – تدعم هذا الحق وتؤيد حركتي معلنة أسفها على ما أسمته تاريخنا الطويل من العذاب الجماعي الذي يشكل ذاكرة لن تمحى ، طبعاً هذا التاريخ لا يرقى إلى مستوى الهولوكوست .
ذات مساء وقفت أمام البيت سيارة سوداء ، وترجل منها رجل يرتدي بدلة سوداء كذلك كأنه خفاش يبحث عن صيده ، وما أن رآني حتى اقترب مبتسما وقال :
-      مستر بغل أفندي ، أنا من السفارة ، وسفارتي بتقدم لك الدعم لقضيتك العادلة ، ونحن على استعداد للوقوف معك بكل السبل لكن بشروط.
تنحنحت بغرور وقلت :
-                    وما هي ؟.
-                    أن تصبح محميتك قاعدة عسكرية تابعة لنا .
-                    و غيره ؟.
-                    شركاتنا تحتكر مشاريع التعدين والتنقيب .
-                    ثم ؟.
-                    شركات المقاولات التابعة لنا تعيد إعمار المحمية بعد التدمير ؟
-                    وبعدين ؟.
-                    نأخذ كل ما هو تاريخي يتعلق بالإرث اليهودي .
-                    يا عيني ؟.
-                    وسلامة تسلمك .


هلا والله 

البغل أوباما

( يوميات بغل أفندي)
البغل أوباما

لا أدري من أين خرج لي هذا الحمار ؟، لم أتصور في حياتي أن أواجه حماراً "أشقر " ينغص علي عيشي قبل اليوم ؟، والحمار ثقيل الدم هذا طارئ أصلاً على الحي ، منذ أيام وهو يلف ويدور حول زاويتي مستعرضاً أفخاذه السمينة ، يغمز بعينيه الزرقاوين بسبب وبدون سبب .

وفكرت في نفسي بعد أن حار دليلي بعد مراقبتي إياه أياماً لعلي أهتدي إلى سبب لكل هذا اللف والدوران لكن بدون نتيجة ، لا يمكن أن أكون أنا المقصود بكل هذا الغمز من قبل حضرته ، وهنا قفزت إلى ذهني صورة حرمي المصون وعشقي الأبدي بغلولة المكحولة فلا بد أن تكون هي المقصودة بكل هذا الغمز واللف الوقح ، وثار الدم في عروقي فور أن توصلت إلى هذا الشك والاحتمال، ..... لا ... إلى هذا الحد وكفى .. إلا الكرامة ، فلا يمكن أن أسكت مكتفياً بالتنهد ، بطبيعة الحال فكرت باستخدام حقوقي القانونية بإبعاده عن شرف العائلة ، وبما أن الرئيس أوباما قد قرر الأسبوع الماضي تفعيل المادة التي تسمح بمهاجمة وقتل كل من يتم الاشتباه به من قبل مخابرات الولايات المتحدة بمجرد الاشتباه ، بدأت بإجراءات الدفاع وذهبت إليه ووقفت إلى جانبه ، أخذ ينظر إلي باستهانة كأنه يأنف من الكلام معي ترفعاً واستعلاءاً ، فقلت : إلى متى ؟! .. ألا يكفي أنك تقلق راحتي ،وفوق هذا تزدريني ؟، وأدرت له ظهري ورفسته بقدمي الخلفيتين على بطنه فوقع على الأرض يصرخ من الألم ، طلع الأخ " خيخة " ولم يتطلب أمره سوى رفسة واحدة ، فتركته يتأوه على الأرض ، وعدت إلى ركني ظافراً مسروراً ، واستسلمت لنوم لم أنمه منذ أيام .

بعد ساعتين أفقت على ركلات وصراخ وجلبة كبيرة وعدد كبير من لابسي النظارات والبدلات السوداء يحيطون بي فصحت من الرعب :
-         من انتم ؟! .
 قال احدهم :
-         C I A  
 فقلت :
-         يا خبر ! ، هل أصبحت من جماعة القاعدة دون أن أدري ؟.
 قال احدهم :
-         أنت مقبوض عليك بتهمة الإضرار بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومهاجمة احد رعاياها .
 لم أصدق المشهد أمامي ، وصحت :
-         أي رعايا ؟! .
 قال أحدهم :
-         الحمار الأشقر .
فقلت :
-   الأخ أمريكي ؟، ما تحكوا من الأول ؟ ، يا عمي كل ما في الأمر أنني استخدمت حقي القانوني في الدفاع عن " الحرمة "  .
 ابتسم الذي يبدو عليه انه كبيرهم بخبث وقال :
-         ومن أنت ؟.
قلت دون وعي :
-         أوباما .
 قال :
-         أوباما مين ؟.
 قلت :
- البغل .
فقال :
-         يعني مش الريس ؟.
 فقلت :
- لا  .
فقال :
-  أنت فاكر أنه كل أوباما أوباما يا لوح .
وأشار إلى جماعته : خذوه على غوانتانامو .


          من مدونتي الساخرة : " يوميات بغل أفندي"

الشيخة مليحة والأرانب


( يوميات بغل أفندي)
الشيخة مليحة والأرانب

لسوف اقطع ذنبي من أصله إن لم تكن الشيخة مليحة العرافة هي التي "عملت" العمل للست إسرائيل كي تضعه تحت وسائد أمريكا وكندا واستراليا وهولندا حتى تقاطع مؤتمر جنيف حول العنصرية المنوي عقده اليوم .
و قررت هذه الدول مقاطعة مؤتمر مناهضة العنصرية هذا لأن رائحة إدانة إسرائيل تفوح من أروقته ، مجرد تداول للأمر – وما الذي سيفعله المؤتمر في أفضل حالاته ، فلن يقدم أو يؤخر شيئا ً؟ ،-  فجمعها الخوف على إحساس إسرائيل المرهف من أن يجرح .
بطبيعة الحال فإن الاتحاد الأوروبي طرح موضوع المشاركة للنقاش وحتى كتابتي لمقالتي هذه لم يصدر قرار المقاطعة بعد رغم أن بريطانيا قررت الاشتراك .
ألهذه الدرجة تصل سيطرة اللوبي الصهيوني في هذه الدول حتى تبالغ في ردود أفعالها تجاه السامية ومعاداتها حد جعله خطاً أحمر لا يجوز تخطيه حتى في أستراليا وهولندا ؟.
سوف يتناول النقاد بطبيعة الحال ظاهرة "مخاواة " إسرائيل على الجماعة ، وعدم استطاعتهم تحمل "بحلقة " عينيها ، ويشبعونها تحليلاً ودراسة مثل كل الدراسات التي سبقت كالعادة .
و بصراحة بلوبي وبلا لوبي قررت مجموعتنا نحن البغال مقاطعة المؤتمر أيضاً لآن علف الأمس الذي تناولناه تفوح منه رائحة "دماغ أرنب" ، وما أدراك ما دماغ الأرنب ؟ فإن من عادة الزوجات "المتجبرات" اللواتي يردن السيطرة على أزواجهن إطعام الزوج "الحزين" دماغ أرنب مدسوس في طعامه وفقاً لتوجيهات الشيخة مليحة ، ما يلبث بعدها أن يصبح "أرنبا"ً مغلوباً على أمره ، وخاتماً تحركه في إصبعها كيف ما شاءت .

ويبدو أن إسرائيل فعلت فعلتها في عشائنا 

"بسطار أمريكاني"


( يوميات بغل أفندي)
"بسطار أمريكاني"
صداقة غريبة هذه التي تربطني بسياط السادة ، صداقة "لدودة" اعتدت عليها منذ أيام الطفولة ، لدرجة أن " جلدي" يحكني إذا ابتعدت عن لسعها، فيقتلني الحنين والشوق لسماع " حسيسها " .
وحالي مع سياط السادة حال عجيبة ، إذ لم ألتفت يوما باتجاه ما إلا وجدت لسع سوط ما بشكل ما يوجع بقعة ما من بدني .
سيدي أبو عبدو يصب جام غضبه وحنقه على الدنيا فوقي ، فماأن يصعد العربة التي أجرها حتى تأخذ ذراعه بالارتفاع والهبوط موجهة معها لهيب السياط نحو ظهري وجنبي فأضطر تحت لهيبه إلى زيادة سرعتي وجريي محاولاً الفكاك من ويلات "دغدغتها"، لكن هيهات .
وسياط أبو عبدو ليست سياط الحث على المسير ، لكنها سياط السخط على ظروفه وأحواله ، تصاحبها الشتائم الجو-جو ، والجو- أرض ، والأرض –جو ... وهات عد .
حالي مع أم عبدو ليس بأفضل من حالي مع بعلها ، فما أن يقترب الليل حتى أحاول إيجاد الخلاص من تعب النهار بالانزواء في ركني في حوش الدار ، وهنا تقترب مني أم عبدو لتضع العلف لي ، فأحاول أن أتمسح بها برأسي بحثاً عن لطف السيدات ، فتصرخ مزمجرة : فاقد حنانك يا خوي ؟ ، وتدفعني بذات السوط أيضاً " ممسية "  على بدني تحية المساء .
ويحاول "سيدي الصغير" عبدو الاقتراب وامتطاء ظهري ليسلي نفسه ، فأنتشي محاولاً عقد صداقة معه ومساعدته على "امتطائي" ، لكن " الأمير الصغير " يخفق في محاولة الامتطاء ، فيلعن " أبو سلسفيل أهلي" ويتجه للسوط المعلق على الجدار و ... أنتم تعرفون البقية .
صداقة غريبة هذه تشبه – بعيد عنكم – تلك الصداقة الغريبة التي تربط "عربان" اليوم بالإدارات المتعاقبة في دوائر الحكم في العالم الغربي .
فما أن يحاول العرب تذوق عسل المحافظين حتى يفاجئوا بسياطهم المغرورة ترد أطماع الود وتخيب آمالهم ، فتدغدغ أحلامهم صناديق الاقتراع " بأخوة " يعقدونها مع حزب العمال "المناضل" فإذا به "هاي داني وهاي داني" فيهتز السوط من جديد و لكن بلكنة عمالية .
لكن اليأس وعدالة الصندوق الديمقراطي لا يجتمعان فيلجأون إليها فتخرج لهم الجمهوريين ، فإذا بهم – يا حبيبي – كاوبوي لا تفارقهم السياط ، حتى إذا ما جاء الديمقراطيون فرقعت السياط "حناناً" من لدنهم ، فإذا بتاتشر هي بلير ، وإذا كلينتون وجه آخر لعملة وجهها الأول بوش .
تقودني حكاية العرب مع هذه الإدارات إلى حكاية " أبو عبدو " مع السائح الأمريكي الذي ما أن أخذ مكانه قاعداً حتى أخذ أبو عبدو يصوب نظره نحو حذاء السائح ويحدق فيه بحيرة ، فاستغرب السائح وقال :
-         what is up?
-         غريب ؟
-         شو هو ؟
-         أنا شايف بسطارك صغير مع أنو لازم يكون كبير كبير .
-         Why?
-         علشان علاقة الأمريكان مع العرب علاقة " دعس " بالبسطار علشان هيك لازم يكون بسطارهم كبير .
فأجاب الأمريكي ضاحكاً بعربية مكسرة شوهاء :
-         لا ، لا ، لا، علاقتنا مع عرب علاقة منيحة علاقة " هُب " .. فرندز .
ومط الكلمة الأخيرة ماطاً شفتيه معها بشكل مضحك .
وهنا قال أبو عبدو :
-         No,  no,  no ، علاقتنا معكم علاقة بسطار: "دعس" ،"دعس"، "دعس"
وضغط أرضية العربة بقدمه بقوة حينما نطق كلمته تلك.
التوقيع

     بغل أفندي

البلطجية والتكاتك

( يوميات بغل أفندي)
البلطجية والتكاتك
لم أحقد على "الأنفاق" من قبل كحقدي الآن عليها ، صحيح أنها تشكل الرئة التي يتنفس منها أهل غزة في ظل كل هذا الحصار الذي يستقوي به العدو والشقيق في آن معاً ، ولكن أن يصل الأمر حدَّ التهديد لوجودي ورزقنا نحن -  معشر البغال– فهذا ما لم يخطر على قلبي .
كثير والله هذا عليّ !... عشرة آلاف مرة واحدة ! .... عشرة آلاف " توك توك" تم إدخالها إلى غزة من خلال الأنفاق ،هذا ليس تهديداً فحسب ، بل حرب ضد وجودي ، وحكم بالإعدام على كل البغال والحمير التي شكل حصار غزة الفرصة لها ليعود إليها مجدها القديم كوسيلة نقل هامة ، نعم ، لقد صببت جام غضبي وحقدي على كل أنواع " التوك توك "ومن صنعها ، ومن فككها ليمررها لنا من خلال الأنفاق ويعيد تجميعها على أرض غزة .
هذه هي المرة الأولى التي أحقد فيها على هذا الكائن الغريب ، أما المرة الثانية فقد جاءت بعد ذلك بشهور ، عندما ظهر هذا الكائن بمعية ( العقيد القذافي ) في الصورة الشهيرة ليكون دليلاً على تواطئ " التوك توك " ضد الشعوب ومصالحها وإرادتها .
بعد شمس يناير في ظل ثورات الشعوب العربية ضد أنظمتها أصبحت الظروف مواتية لي كي أقود المظاهرة الأولى ضد " التوك توك " وتهديدها لمصالحنا ، فشمرت عن ساعدي ونزلت إلى الميدان وانقلبت إلى شخصية قيادية أصرخ وسط الميدان وأوجه جماهيري الموالية تنديداً بالتهديد الجديد .
لم تمر ساعة واحدة على بداية مظاهرتنا حتى فوجئنا بعشرات "التكاتك " ، تملأ الميدان ، وتسد علينا الأفق ، نعم ، لقد قامت ثورة مضادة لتقطع الطريق على ثورتنا واعتصامنا ، فلم نعبأ بها وتركنا لها نصف الميدان .
فجأة ، انطلقت من بين الجموع عصابات " البلطجية " ، و بوحشية لا مثيل لها أخذت في " التفحيط " و " التخميس " لتصيب كل من يقف أمامها ، وبطبيعة الحال لم يتدخل رجال الأمن لإيقاف تلك المجزرة رغم صيحات الاستنجاد التي تصدر عن الجرحى ، بل الأنكى من ذلك أنهم أخذوا يراقبون المشهد بشماتة واضحة . واستشاط أخوتي وزملائي غيظاً غير أن الطبيعة السلمية لمظاهرتنا لم تسمح لنا "بالبلطجة " .
في المساء أزعجتني التساؤلات وأنا أقوم بلعق جراحي ، وأنهكت تفكيري : لماذا هاجمنا البلطجية ولم يهاجموا المسيرة المضادة ؟، ولماذا لم يحرك رجال الأمن ساكناً ؟، أم أن الجهات الخارجية امتعضت وأرسلت بلطجيتها كي يحرقوا الشر الكامن فينا في حين أن مسيرة "التكاتك " لا تحمل سوى الخير للبلد ؟ !.
وطال الليل بي ولم أنم ، و في الصباح قررت الانضمام لمسيرة التكاتك ... يا عمي السلامة ولا كرباج البلطجية .


تنازلاتي وعيد الحب

( يوميات بغل أفندي)
تنازلاتي وعيد الحب

منذ وجدت وأنا غارق في التنازلات ، بدءاً من نوعية العلف وانتهاءً بنوع الورق الذي أستخدمه في الكتابة .
وحكاية التنازلات بدأتها أمي الفرس يوم وضعتني في بيت ما ذات يوم حينما اختارت ركناً لتضعني فيه ، وهنا دخل على خط النزاع " حمار" جديد ، وأصر "الأخ" على اختيار الركن ذاته الذي أرادته أمي ، وبعد طول مفاوضات تركت أمي - ذات النوايا الحسنة - الركن ، واختارت مكاناً جديداً .
 ولما أصبحت بغلاً شاباً " يخزي العين " بدأ الصراع بين البغال حول من سيحمل "السكة" على رقبته ويحرث البستان كل منهم يريد إلقاء العمل على عاتق الآخر ، وهنا تنازلت "أنا" وتم " تلبيسي " المهمة .
حتى حقي الطبيعي في الرفس تنازلت عنه طواعية ، ولا أذكر أنني لجأت إليه ، ولم أردَّ يوماً على رفسة من رفسات البغال والحمير وما أكثرها .... هكذا أنا متنازل دوما .
حتى "بغلولة" الحلوة لم أستطع البوح لها بمكنونات قلبي ، فأرسلت لها ابن عمي ليكون الممهد لشعوري نحوها فما كان منه إلا أن "لطشها" لنفسه ، وهذا تعبير جميل في دنيانا نحن البغال يقصد به فعل السرقة ، وبكل بساطة تنازلت عنها بسهولة ، أستاذ أنا فن التنازل .
والتنازل إن لم يكن طواعية فسيأتي رغماً عنك ، مثلما اضطررت للتضحية بنوع الورق الذي أكتب به يومياتي بسبب أزمة ارتفاع الأسعار الحالي.
اليوم الوحيد الذي لم أتنازل فيه عن نفسي كانت عندما عرض علي صديقي "حمور" الهروب معه من غزة عبر الأنفاق خوفاً القنابل العنقودية لكنني رفضت هذا الهروب المذل الذي يخدش "رجولتي" .
وها أنا ذا وبينما العالم يحتفل بعيد الحب أنعم بتناول الورد الأحمر – وما حلمت يوماً أن يهديه إلي أحد – علفاً بعدما نفد العلف ولم نجد سوى الورد لنأكله في غزة .
                                أممم كم هي لذيذة ضريبة الثبات على الموقف .

حيرتي ردات أفعالهم



( يوميات بغل أفندي)
حيرتي ردات أفعالهم
وحار دليلي ، وشاكتني أشواك المشهد العجيب من حولي ، فقمت وطرقت الباب مستنجداً ، فأطل "أبو العبد " وهو يفرك عينيه نعاساً ، وما أن رآني حتى صرخ :
-        ماذا تريد يا بغلي في هذه الساعة ؟.
فقلت :
-        حيرتي طالت ، وأريد من أكلمه وإلا فسوف أختنق .
فتوسعت عيناه اندهاشاً :
-        الساعة الواحدة فجراً !؟،  ولم تجد أحداً سواي يا بغل ؟.
-        صباح الخير ، وهل تجد من يستطيع النوم في ظل هذه الأحداث من حولنا ؟.
فضحك قائلاً : معك حق ، ثم خرج وجلس فوق دكة الباطون الرابضة إلى جانب ركني وقال :
-        هاه .... أخرج الدرر من فمك يا بغلي العزيز .
-        ولاة أمركم .
-        يخرب بيتك ، مالك ولهم ؟!.
فهمهمت مفكراً :
-        لا تذهب بعيداً ، غير أن أمرهم العجيب بات يحيرني منذ فترة .
-        قل ولا " تبطَّ " كبدي .
فاسترسلت قائلاً :
-        أي سيمفونية عجيبة تلك متشابهة الإيقاعات ، منظمة الأنفاس ، منسجمة  إلى حد التطابق أحياناً تلك التي ألهمت حكامكم – معشر العرب – ردات الفعل المتشابهة إيقاعاً ومضموناً كأنما تصدر عن موجهٍ واحد ؟.
" فكلهم " يبدأ مستهزئا بالجماهير واعداً بإصلاحات بالونية ، حتى إذا ما احتد الأمر بدأوا بتوجيه الاتهامات إلى أيدٍ خفية تحرك الأحداث من خلف المشهد ، متخبطين في اتهاماتهم يبدأون بدول ذات أهداف خبيثة ،ثم يعرجون إلى دول عدوة ، ثم يتهمون أجندة (الجزيرة )  ليستقر الأمر في نهاية المطاف إلى "البعبع"  الإسلامي ، ثم إذا ما احتد الأمر بدأوا بإرسال البلطجية بعدما فشلت قوى الأمن في كبح جماح الإرادة الشعبية ، وبدأوا يتدثرون بغطاء الفتوى وحكم الشرع .
" كلهم " سئم الرئاسة والحكم و " قرف " منهما، إنما هي مغرم عندهم لا مغنم .
" وكلهم " قدم للوطن ما لم يقدمه غيره ، فتاريخهم حافل بالبطولات والأمجاد .
" وكلهم " يريد الالتزام بالشرعية والوصول لموعد الاستحقاق الانتخابي الذي طالما أُهمل وتلاعبواً به ، وكلهم يريد الالتزام بالفترة الرئاسية التي سبق وأن ( مططوها ) كما شاءواً .
" كلهم" يخافون على البلاد من التمزق إن هم رحلوا ، لأنهم " وحدهم " صمام الأمان للوحدة الوطنية . و " كلهم" لم يأمروا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين ، ولم يعلموا بما جرى ، حتى إذا ضاق الخناق من حولهم تحججوا بالدستور الذي سوف يحتاج تعديله إلى وقت طويل ، ومراحله القانونية اللازمة من أجل التعديل ، وكم من جلسة انعقدت من أجل التعديل لم تستغرق الدعوة إليها سوى ساعات .
" كلهم" يريد تسليم السلطة - إن هم استيأسوا – لأيدٍ أمينة ، نظيفة ، وطنية تستطيع إدارة البلاد بعد الرحيل ، كأن شعوبهم مجرد أطفال غير قادرين على إدارة أمورهم ، أليسوا مجرد قطيع أغنام ؟!.
ومن قبل كلهم رفع الأسعار لأن الأسواق العالمية التهبت ، أما حين خافوا شعوبهم انخفضت الأسعار سريعا وتوسعت الميزانية بقدرة قادر .
" كلهم" لم يعتبر بمن سبقه ، ولم يستفد من تجربة " جاره " لأن بلده يختلف عن البلاد المجاورة ، ردات الفعل ذاتها ، موحدة الإيقاع منسجمة .
أهو " العبط " أم ماذا ؟.
-        احترم نفسك .
صاح  سيدي " أبو العبد " وهو يبتسم بخبث ، ثم قال :
-        هذا لأن السلطة لما طالت مدتها في أيديهم ، صلب العود واشتد ، وتضخمت الذوات ، فتحولت النرجسية إلى وثن يستحق العبادة ، ونسوا ما كانوا عليه قبل السلطة ، ولم يظنوا أن أحداً من شعوبهم سوف يقارعهم ذات يوم ، تعودوا طاعة الشعوب بالترهيب والتقسيم ، علوا في الأرض وجعلوا أهلها شيعاً ، استضعفوا طائفة وأذلوا أخرى فاعتادوا الطاعة ظانين أنها جلبت لهم الشرعية المبتغاة ، وحين أزفت ساعة الانفجار لم يصدقوا أعينهم ، وكلهم في ذلك سواء ، ظنوا أن التجربة تختلف من إقليم لإقليم ، ولما وصل إليهم الدور أخذت ردة الفعل ذات الشكل السابق بالتكرار مع اختلافات بسيطة ، أعقلت يا بغلي العزيز ما يحدث ؟.
فصحت فرحاً :
-        نعم ، وجدت بعض الإجابة .
فقام قائلاً :
-        إذاً  " انخمد " ودعني أطفئ نعاسي .
وأغلق الباب خلفه وتركني وحيداً .